الخيريةهل يحتقر المجتمع نفسه ؟
من الافضل بين الناس؟
ان كنت تميز وتفضل من له اموال كثيرة فلا شعوريا تعطيه الحق ليحتقرك لماذا ؟ما هو معيارك ؟
الاموال الكثيرة .
هل انت تملكها
أن ان كان لا, فبمعيارك أنت حقير وقد تكون حقير جدا ان كنت تملك منه القليل جدا
,وهكذا فمن احقر الي اخر يصنف حسب مالديه من مال , فمها كان مالك فلك في سلسلة الحقارة مكان ,ولان الاغنياء نسبة قليلة جدا في المجتمع ,فاي مجتمع يتاخذ المال كمعيار يحقر نفسه , ليس هذا تقليل من أهمية المال كوسيلة .لكن ليس هو معيار الخيرية ,بل قد يصبح الشخص بالمال قادرا علي الحاق ضرر كبير بالنا
وقس علي ذلك المنصب كمعيار فما دون الرئيس حقرين وان انعم عليهم بخدم للرئيس فاقصي ما يتمنوه
فما المعيار الذي يتخذه المجتمع يبن به الافضلية ولا يحتقر به نفسه
!
نحن جميع بشر فمن نفع البشر كان خيرهم بمقدار نفعه وهو الاجدر بالتقدير والاحترام فمن ناحية الخير يخرج من نفسه خيرة ,ولعظم تقدير اشخاص المجتمع لنفسهم فمن اسدهم خيرا هو من خيارهم ,لا كمعيار العبيد الذين يحترمون ويبجلون من يذلهم ويهنهم كما قال الشاعر
لا تشتري العبد الا والعصا معك *** أن العبيد لأنجاس ملاعيين
وهو المعيار الحق الذي اختاره الحق سبحانه فقال علي لسان رسوله ((خير الناس أنفعهم للناس )) صحيح الالباني .
وماييحض علي ذلك سوي الاخلاق الحسنه ,وهي الخيرية التي بعث بها نبينا صلي الله عليه وسلم((أنما بعث لا تمم مكارم الاخلاق )) الألباني (صحيح),والاحاديث فذلك كثير ومدارها علي ان الخَيِّر هو من نفع الانسان
فان كان ذلك الانسان زوجة ((فخيركم خيركم لاهله وانا خيركم للاهله)) الألباني (صحيح) ,او متعاملاً تجارياً ((رحم الله رجلاً سمحاً اذا باع او اشتري او اقتضاء)) البخاري,او رعيا للرعية (( خيار أئمتكم الذين تحبونهم و يحبونكم و تصلون عليهم و يصلون عليكم و شرار أئمتكم الذين تبغضونهم و يبغضونكم و تلعنونهم و يلعنونكم )) . الألباني (صحيح)
وطبعاً من لم يدع اذاه عن الناس فليس له في الخير نصيب ,لذا كان (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)) ,وليس من المتقين من لم يدع اذاه عن الناس ,بل ليس مؤمن من لم يأمن جاره بوائقه ((شروره)),ودعاهم للتعاون في الخير ونهى عن ضدها(( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)) ,
وأشمل تعريف للاخيار الذين هم والمتقون وجهان لعملة واحدة ذكر المولي عز وجل فقال سبحانه ((لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ))ثم أمرهم بالتزود بالمعيار فكل حسب مايريد لنفسه فقال ((وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ ))والامة الداعية للخير والناهية للشر هي خير الامم فيها نزل ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ))
والعلماء الربانيون بما ورثوه من علم نافع وسخروه لخير البشر هم خيار الامة ,ومما من خير الا دل عليه الكتاب العزيز وما من شر الا نهي فهو اساس الخيرية وعمادها لذا كان ((خيركم من تعلم القران وعلمه)) –البخاري-
فلا بد من اتخاذ المعيار الصحيح ,للحصول علي الافضلية اما سواه فخداع للنفس ((وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)) ,
واظن ان من لوازم ان تكون مبدعاً حقيقاً فائق الابداع ,فلابد ان تقييم نفسك التقييم الصحيح شعورياً ولا شعرياً,فالاشياء القيمة في ظني لا تخرج الا من نفس قيمة ,اما التظاهر بالافضلية كما يدعيه البعض فليس بابداع له وانما تظاهر بالابداع والفرق كبير
لن تجد الراحة والسلام الداخلي الا برد المتناقضات عن نفسك
فالا تعش بين افضلية تدعيها وسلوك ومعايير كلها مناقضة بل تحقير وتسفيه وظلم للذات واعلم ان من معاني لا الله الا الله أنه لا معيار وحكم صواب سوي مارتضاه رب البشرية وخالقها ,فما يريد سبحانه بهم سوى ماقال((يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ))