الخوف هو سجن الإنسان الحقيقي .حيث يمنعك من فعل ما ترغب ويدفعك لبذل مجهود كبير جدا لتجنب ما تخاف .ولذا لكل إنسان سجن من أوهامه يحد من حريته وانطلاقه وينغص عليه حياته .ويتم تغذية هذا الخوف منذ الصغر بوسائل عدة .وللتحرر من الخوف يقول علماء النفس بالعلاج السلوك أي فعل ما تخاف منه بالتدريج حتى تكسر حاجر الخوف . وما الإبداع إلا فعل شيء علي غير العادة بصورة خلاقة .
ولذا شرع الله الصيام فتحمل الجوع والعطش والشهوات لفترة ينبئك بأنك تحوى في داخلك طاقات وإمكانيات تستطيع بها تجاوز المألوف لصنع ,ما اعتاد الناس تسميته بالمحال . ويرفعك أيضا من إن يكون كل همك في الحياة إن تأكل وتشرب .
لذا كان شهر رمضان شهر تغير العوايد فأول ما اختص به هو نزول القران والكتب السماوية ليكون الفكر وهو قائد الإنسان .وهي الميزة الوحيدة لنا من بقية المخلوقات .ثم حدوث معركة بدر الكبرى وهي بداية الانتصار العسكري والسيادة للأمة الإسلامية .
ثم فتح مكة وإحداث جسام صنعت بواسطة رجال كان الواحد منهم قبل الإسلام إعرابي أو عبد لا يفكر حتى في تحرير نفسه ناهيك عن تحرير الأمم .فرمضان هو شهر التغير .فما بال رمضاننا لا يحررنا بل يزيدنا عبودية لشهواتنا ! .
انه الخوف .فقد أصبح رمضان شهر خوف بالنسبة لنا .نخاف إن يحررنا من الخوف من الجوع والعطش فنكدس ونملا بطوننا بالطعام بالليل ونهرب في النهار بالنوم .ونسهر كل الليل مع ينظرون لنا كمصدر دخل لزيادة ثرواتهم بتجهيز عدد ضخم من المسلسلات والبرامج لجذ ب اكبر عدد من المشاهدين لزيادة كبيرة جدا في عدد الأموال العائد من الإعلان (وفي القديم كانت تخذ العبيد لزيادة ثروات أسيادهم) .
فأصبح رمضان مصدر للخوف والاستعباد .فأن أردنا رمضان حقيقي فلا بد إن نكسر حاجر الخوف من رمضان ونغير عادتنا فيه .في رمضان هذا نفسه قديما وقف الإعرابي ربعي بن عامر إمام ملك الفرس بثياب رثة مجاوب علي سؤال كسري الفرس ماذا أخرجكم من دياركم؟ بعد إن قال إن كان الجوع نفرض لكل واحد منكم دينارا ولأميركم مئة دينار وترجعون .فاجاب ربعي ((نحن قوم أخرجنا الله لنخرج من يشاء من عبادة العباد إلي عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلي سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديان إلي عدل الإسلام )).وحكم هؤلاء الإعراب مملكة فارس التي لم يحلموا قبل الإسلام باعتراض قوافلها ناهيك عن جيوشها.