نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ
لولا حسد اخوته لما ترك يوسف في البئر ,ولا البئر لما بيع كعبد عند عزيز مصر ,ولولا كيد النسوة يوسف لما أودع في السجن ,ولولا السجن لما ألتلقي يوسف بنادل الملك ليكون سببا في ان يصبح يوسف عزيز مصر وخازن امولها
! نعم
أنها التحديات والتعاطي الايجابي معها بالصبر والتزام جانب الحق وحمل النفس علي فعل الخير ((أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)) و((وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ))
. !هل لديك تحديات في حياتك تفجر طاقتك
!كيف تجدها
بدأت قصة يوسف برؤية رأها يوسف (( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)),وانتهت محنته وتحققت رؤيته برؤيا رأها الملك ((وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ))رؤيا يوسف فيها خير له وللبشرية , ففي روأياه انه سيصبح مخرج من ظلمات الجهل والشرك الي انوار العلم والتوحيد .ورأيا الملك تدل علي ملك مهموم ,يراعى مصالحهم ويسهر لدفع الافات عنهم , فألهمه الله رؤيا تستبق الشر لهم ليقيهم الويلات ,وهو مسددُُ بالحكمة لم يمنعه عظم منصبه من اشهار جهله طلباً للعلم فقال (( يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ))
البداية رؤية هدف كبير فيه خير لبشر عميم ,حصل ليوسف والملك الخير لهم ولغيرهم ,وخلد القران يوسف بسورة وخلد معه ذكر ملك مصر.
!هل لديك رؤية هدف كبير بخير عميم لك ولغيره
ان لم يكن لك واحد ابحث عنه فهو ما يجلب لك التحديات لتجتازها لم ينسه الرخاء في كنف العزيز دوره في هداية البشرية وحمل الخير لهم ودفع الشر عنهم ((قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)) , ولا الشدة والعسر لم تنسه ايضاً ((يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)) ((مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)) .
!فهل لك عمل خير ودور ايجابي تدوم دائماً علي فعله وان قل
جد لك واحداًفتعاطي يوسف الصبر في السجن وأيصال الخير لصاحبيه كان هو ما جعله الله سبب في أخراجه وتحقق روايته ,فالشكوي والسلبية لا تجدي بل تجلب مزيد من الويلات, وكان ذلك ايضاً بسبب رؤيا خير ((وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا)) .
وقال سبحانه عن يوسف ((وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)) و((كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )) و((وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ))
وصدق جل من قائل
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
نشرت اول مرة على الفيس ٣-فبراير-٢٠١٤